كثيراً ما يحدث أن تدخل غرفة مليئة بالغرباء فتشعر بتسارع في نبض قلبك، أو تتوجه بالحديث لفتاة جميلة فتشعر باضطراب في الطريقة التي تتحدث بها، تتكرر مثل تلك المواقف في العمل أحياناً، ويمكن القول إن هذا الشعور بعدم الراحة والقلق من الإقدام على محادثة الآخرين هو ما يمكن أن نطلق عليه الخجل، ولكن كيف نتخلص منه؟

يمكن إرجاع الخجل إلى ثلاثة أسباب رئيسية، قد تكون كلها متواجدة بنسب مختلفة بين كل شخص وآخر، وهي:

– الإدراك الزائد للذات، وخاصة في المواقف الاجتماعية.

– التقييم السلبي للنفس، وكيف ترى عيوبك.

– التركيز الزائد في الجوانب السلبية من شخصيتك وإدراكك الزائد للأشياء التي تفعلها بطريقة خاطئة.

وهذه بعض النصائح التي قد تفيدك في التخلص من بعض الحرج والخجل الذي تشعر به في تلك المواقف:

1) عليك تفهم طبيعة مشاعر الخجل التي تصيبك، أن تعرف متى تخجل وأي نوع من الخجل يصيبك، وهي نقطة أساسية في بداية العلاج.

2) أن تحول إدراكك الزائد بالنفس إلى وعي بالنفس، واعلم أن الناس من حولك منشغلون بأنفسهم غالباً أكثر مما هم منشغلون بالنظر إليك وتحليل تصرفاتك.

3) ابحث عن مناطق القوة التي تتمتع بها، فلكل منا صفات تميزه عن الآخرين ومناطق قوة يتميز بها وطريقة فريدة تخص كل منا في التعبير عن نفسه، وعليك أن تتصالح وتتقبل حقيقة ما أنت عليه، وعليك بالتركيز على الأشياء التي تجيدها لتفكر فيها دائماً.

4) تعلم أن تحب نفسك، وأن تحب الطريقة الفريدة التي تخصك في التعبير عن ذاتك، أكثر من عمل النشاطات التي تبهجك وتشعرك بالسعادة.

5) لا تحاول أن تقلد الطريقة التي يندمج بها الآخرون مع الحدث، فمحاولة مواكبة الآخرين قد تكون مرهقة وغير مجدية، واكتفِ بأن تكون على طبيعتك تماماً قدر ما تستطيع.

6) حاول أن تنشغل بالتفكير في الآخرين والطريقة التي يتحدثون بها بدلاً من أن تنشغل بنفسك فقط، وحاول أن تجعل الناس تتكلم عن نفسها بدلاً من أن تكون أنت محور الحديث.

7) قلل من التوتر والقلق من خلال تنظيم التنفس، وإحدى هذه الطرق أن تتنفس بعمق وأنت مغمض العينين وأن تركز في تلك اللحظة على تنفسك فقط دون أن تفكر في شيء آخر.

8) من الأسباب التي تزيد من القلق والتوتر وجود طاقة تحتاج أن تنطلق، فأينما أتيح لك أن تتحرك افعل ذلك، لأنه يقلل من القلق بشكل كبير.

9) تخيل المواقف قبل حدوثها ربما يعطيك فرصة جيدة للظهور في الموقف الحقيقي بشكل جيد، اغمض عينيك وتخيل نفسك في المكان الذي أنت ذاهب إليه وأنك سعيد هناك، حاول أن تتخيل المكان والأصوات والروائح، يمكن أن يساعدك ذلك كثيراً عندما تصل إلى هناك.

10) لا تترك موقفاً محرجاً في منتصفه، لان الهروب لا يقلل من الخجل بل يجعله يزداد.

11) عليك أن تتقبل الرفض عندما يحدث، لأنه ببساطة جزء من الحياة وموقف يتعرض له الجميع، ولا تأخذ الأمر أبداً بشكل شخصي، وعليك أن تبحث عن الدرس الذي استفدته عقب كل تجربة رفض تتعرض إليها، ثم أخيراً أن تتعلم كيف تستمر دون النظر الزائد والتفكير في موقف الرفض الذي تعرضت له.

12) توقف عن اعتبار نفسك شخصاً خجولاً، ولا تكرر ذلك كثيراً بينك وبين نفسك لأنه يزيد الأمر سوءاً فحسب.

13) درب نفسك على المواقف الاجتماعية ، فكلما تواجدت كثيراً في مواقف تستخدم فيها مهاراتك الاجتماعية كلما زاد تدريب ذاتك على التواجد في تلك المواقف، وبالتالي يقل التوتر.

14) ركز على ما تفعل وليس على نفسك، فبينما أنت في وسط تلك المحادثة، لا تفكر في مظهرك أو في انطباع الآخرين عنك، بل عليك أن تركز في العبارات والكلمات وعليك أن تندمج في الحديث وليس في تقييم الذات.

15) عندما تحقق تطوراً أو نجاحاً فيما يتعلق بالتخلص من الخجل، عليك أن ترصد نجاحاتك الصغيرة وأن تسجلها في ذاكرتك، لأنها ستكسبك الثقة في قدرتك على التغيير والاندماج بشكل صحي مع الآخرين.

Published by Dr.Adel Serag

Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.