11
Jul
2011
الزوجة الثانية بين الواقع و المثال في العيادة النفسية
Posted On July 11, 2011
By [email protected]
And has No Comment
تعدد الزوجات
تعدد الزوجات هذا ليس من المواضيع السهلة وليس من اليسير التحدث فيها بموضوعية و علم و حياد …وتناولته العديد من الأعمال الأدبية منهم من كان منصفا للرجل ومنهم من كان منصفا للمرأة ومنهم من لم ينصف أحد من الطرفين … وقد شاءت بنا ظروف السفر و حضور المؤتمرات العلمية ومقابلة العديد من علماء الغرب الذين يتفقون مع الاسلام في كل شئ تقريبا الا انهم يرون الجمع بين الزوجات ليس منصفا للمرأة في شئ ويتندرون بذلك و يتخذونها نقطة هجوم أحيانا على الاسلام و كل هذا الزعم مردود عليه لست بصدد المناقشةالدينية للأمر
ومن حق الرجل شرعا الزواج بأربعة و لكن هل من حق المرأة الا تكون واحدة منهن..سؤال ليس لي جواب عليه
السبب؟
السبب؟ سبب ذلك هو ما حدث مع بداية عهد تحرير المرأة فتجاوزت الفكرة حدودها في حق المرأة في التعليم و العمل لتعتبر ان الزوجة الثانية هي اهدار لكرامة الزوجة الأولى ونحن الآن نعيش امتداد هذا العهد الى حد انه تظهر علينا الآن بعض الكتابات والأصوات التي تنادي بمساواة المرأة مع الرجل في الميراث !! … والغريب ان هذه الأصوات تدعي انها تدافع عن الاسلام و تصونه مع انها تطعن في الاسلام جهارا نهارا
رأي خاص جدا!
رأي خاص جدا! في رأيي الشخصي انه لا خلاص لنا في حل كثير من المشكلات كالعنوسة و تأخير عمر الزواج في عالمنا العربي غير هذا الأمر …وهذه المشاكل تقف العيادة النفسية أمامها كثيرا حائرة و لانستطيع اسداء النصح المباشر أو حتى الاقتراح به لما نشهده من مفارقات اجتماعية من الأفضل الا نساهم فيها كأطباء و كذلك لا يمكن ان نستعين بالحلول الغربية مثل اباحة الحب و العشق والغرام المؤقت الذي أضاع أساس الأسرة الغربية ومتوقع انهيار مثل هذه الأنظمة بعد هذا الانهيار الذي أصاب أسرها بالخلل .
بحث اجتماعي
تقدمت احدى الباحثات بعمل استبيان لتسأل المرأة الغير متزوجة ” هل توافقي ان تكوني زوجة ثانية ؟” … فقط قبول المبدأ من عدمه ! وقامت بسؤال أعداد غفيرة من كافة مراحل الأعمار و المهن المختلفة وكانت الدهشة ان جميعهن لم يمانعن المبدأ (حتى دعاة حركة تحرير المرأة منهن !!) ولكن تفاوتت وكثرت الشروط بعد قبول ذلك … و حينما سئلت المتزوجات هل توافقن على ان يتزوج زوجها من أخرى ؟؟! كانت أغلب الاجابات بالرفض (تخطت النسبة 80%) في حين ان أنفسهن في سؤال آخر عن أخت لها لم تتزوج بدت الموافقة و عدم الممانعة على ان تكون زوجة ثانية وأستنتج من هذا ان مسألة الرفض من قبل الزوجة هي وقتية و بطبيعة المرأة تبدي غيرتها من أي شئ يزيح الانتباه عنها .
الواقع و المثال!
المثال في ذلك هو تحقيق الشرط و هو العدل وهذا لن يأتي الا من رجل ناضج المشاعر والانفعالات يراعي ربه قبل أي أحد آخر واذا حقق العدل المادي و الوجودي (بمرافقته لها) سيأتي العجز في تحقيق العدل العاطفي أو الميل لواحدة دون أخرى فقلوبنا بين يديه يصرفها كيف يشاء ولكن الواقع أو ما نراه من خلال العيادة النفسية هو عدم العدل بكل أنواعه و هذا له أوقع الأثر السئ على نفس الزوجة والزوج و البيت وليست مسألة الزواج من أخرى في حد ذاتها هي المشكلة.
حل أزمته!
نمازج من العيادة النفسية!
أشاهد العديد من النمازج و ما لها من أثر نفسي على كافة أفراد الأسرة وأحيانا نشاهد أثرا نفسيا ايجابيا و آخر سلبيا فمثلا صورة زوجة الأب أو الزوجة الثانية التي ظهرت في كافة الأفلام العربية كشخصية شريرة تستعبد أولاد الزوجة الأولى و تطضهدهم لا أبالغ انني لم أرها على الاطلاق بل ربما شاهدت على النقيض تماما أي الزوجة الأولى و الأم الغير حانية والزوجة الثانية الرفيقة بالأبناء والبنات والزوج …وبالله عليك لو كانت الأولى كذلك فكيف سيفكر الرجل في أخرى ثانية!
للجنس فقط
نعم قد يكون لهوى النفس و أذكر تعبيرا من أحد الأزواج بعد زواجه من امرأة ثانية سرا انه برر ذلك بان زوجته الأولى ليست سيدة فراش ! ولا تحقق له أي جانب من المتعة الجسدية و أدرك انها بطبيعتها غير قادرة عن عطاء ما تشتهي نفسه . و بالرغم من ان زوجته كانت شديدة الغيرة الا انها لم تبدي أي تأثر بعد ما عرفت و تبدل حالها من بعد زواجه و أصبحت أكثر هدوءا و روية .
عن قناعة! وتأثرت جدا بزوجة ثانية دخلت في الاسلام من أجل الزواج و لكنها قرأت كثيرا و فهمت أشياء عديدة فكانت ترغم زوجها على العدل و ترفض منه أي شئ ليس له مماثل لزوجته الأولى
حل أزمته! كانت من أبلغ الحالات الي رأيتها صبي في الثانية عشرة من عمره ومر بأزمة نفسية كان الغريب هو موقف والدته التي كانت مبالغة لأقصى حد في قلقها و خوفها عليه فكانت تصرخ دائما بهستيريا و تتدعي ان العلاج فشل وليس له شفاء و انه حالة ميئوس منها في حين ان زوجها كان يتسم بأدب جم وهدوء وثقة و طمأنينة وقناعة ثم أفشى لي بعد ذلك انه سأم تماما طبعها فهو يستيقظ على صراخ وعصبية من دون أي داعي و يخرج من بيته و يعود اليه بهذه الصورة فصوتها كما وصفها أعلى من صوته 5 مرات و تأكل 5 أضعاف ما يأكل و ترد على كل كلمة يقولها بخمس كلمات ولذا تزوج سرا من أخرى تتحدث ربع ما يتحدث هو و تأكل ربع ما يأكل هو وتبتسم قدر ابتسامته أو يزيد … لقد كانت لديه كالبلسم الذي وقاه صخب الزوجة الأولى ويبدو انها كانت تشعر بذلك ولذا كانت تحاول استدراكه بمرض ابنهما وتهول من ذلك و كأنها تلقي اللوم عليه وكان ينظر اليها ليتأكد من سلامة فعله .!
“تخاويني وأخاويكي وآخد راجلك و أخليكي”!!
صديقتي خطفت زوجي !
“تخاويني وأخاويكي وآخد راجلك و أخليكي”!! هذه المرأة قد تكون محقة و قد تكون ملامة !! فقد استعرضنا الجوانب النفسية للمرأة من الزواج الثاني و الزوجة الثانية … وأذكر نموزج طريف جدا مماثلا … فقد كانت دائما ما تشتكي من خلافاتها مع زوجها الذي ينقدها و يلومها و يؤنبها باستمرار على أتفه الأسباب وكنت أقوم بعمل علاج زوجي لهما … في أحد المرات حضرت تشكو من ان زوجها فاق كل حد بتدخله في شئونها الخاصة و يفرض عليها اختيار صديقاتها ويعنفها بشده من السماح لأحدى صديقاتها بالزيارة لمجرد ان هذه الصديقة ترتدي البنطلون الضيق “الاسترتش ” ولذا فلا يطيق ان يراها لانه “متحفظ “…حذرتها من هذه الصديقة لانه كان واضحا ان الزوج يتمناها وجدانيا و لا شعوريا ويظهر عكس ما يبطن بل ويبالغ فيه (المبالغة في الضد ) و هي حيلة نفسية لكبت مشاعرنا وتمر الأيام وأراها في حالة انهيار نفسي حاد لقد تزوج زوجها من صديقتها
والغيرة … ماذا نفعل؟؟؟
عندما تغار المرأة .. تبكي
وعندما يغار الرجل .. يصمت
عندما تغار المرأة
تكره الرجل
وعندما يغار الرجل
يكره نفسه !
أجمل أنواع الغيرة
غيرة الحب ..
وأسوأ أنواع الغيرة
غيرة الحقد .
من بوادر الغيرة
اشتعال المرأة
وانطفاء الرجل !
تسعد المرأة
بغيرة الرجل الذي تحبه
وتختنق .
بغيرة الرجل الذي يحبها ولا تحبه!
نحن ..
نغار على الذين نحبهم
لأننا نحبهم
ونغار على الذين يحبوننا
لأننا نحب أنفسنا !
لا تعبري عن حبك له
بالغيرة ..
إذا كنتي غير متأكد ة
من إحساسه تجاهك
فقد تكشفي لحظات ضعفك
لمن لا يستحق!
ما أكبر الفرق بين الحب والغيرة ..
فالحب الكبير يولد الغيرة .
والغيرة الشديدة تقتل الحب
وما أعظم الفرق
بين الغيرة والشك..
ومعظم حالات الغيرة في الحكايات العاطفية
يكون مصدرها .. الشك !
كلمةقبل الأخيرة
يجب ان نعرف ان حب المرأة للرجل أقوى من حب المرأة للمرأة وبلا شك المرأة التي ستحب زوج صديقتها لن تقيم لحبها لصديقتها و قتئذ أي اعتبار اذا ما جاءتها الفرصة … فأحذري أيتها المرأة من المرأة و ليس من الرجل !
و كلمة أخيرة …
“ليتك كنت ودودة و رحيمة دائما … وليس لدقائق معدودة … ما كنت بقيت مع غيرك أبدا.”