العلاج السلوكي المعرفي – فكر في أفكار جيدة
تسيطر عليك أفكار سلبية، هل تبحث عن علاج لها؟ هل سمعت عن العلاج السلوكي المعرفي؟
ما هذا العلاج؟ إن العلاج السلوكي المعرفي يساعدك في فهم الأفكار السلبية بصورة أفضل ويقدم طرقاً للتغلب عليها.
كل شخص منا تأتيه أفكار سيئة في بعض الأوقات، غالبا لا تعتبر مشكلة ولكن إذا أصبحت هذه الأفكار بصورة منتظمة وتجعلك باستمرار متوترا أو غاضبا فهنا تظهر المشكلة وربما تحتاج إلى التغيير في نمط أفكارك. وفي هذه الحالة قد يساعدك العلاج السلوكي المعرفي.
يهدف هذا النوع من العلاج إلى المساعدة في زيادة الوعي بأفكارك وسلوكك وتعلم كيف يمكنك تغيير ردود أفعالك تجاه المواقف المتوترة.
كيف يعمل العلاج السلوكي المعرفي؟
يمكن أن يساعد هذا العلاج الرجال الذين يتعاملون بتفكير سلبي ناتج من الكثير من مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب والخوف والاضطرابات القهرية والفوبيا.
يواجه الرجال الكثير من الأزمات التي تحفز من هذه المشاكل والذي يحرض على ظهور الأفكار السلبية من وفاة صديق أو الزوجة إلى تغيرات صحية قاسية مثل المرض.
إن التفكير السلبي المستمر يمكن أن يضعف الكثير من السلوكيات الصحية ويؤدي إلى عزلة عن المجتمع وقلة الاهتمام بالنفس.
خلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي، يعمل المعالج معك لاكتشاف أنماط التفكير السلبية -متى تحدث وكيف تتعامل معها والنتيجة.
على سبيل المثال، مثلا صديق لم يعاود الاتصال بك، سيبدأ تفكيرك في عمل سيناريوهات مأساوية كأن هذا الصديق من المحتمل أنه يهملك أو يكرهك مما يزيد من القلق ومن الممكن أن يتحول هذا التفكير السلبي إلى سلوك غير صحي مثل محاولة أن تهمل صديقك أو تجنب المناسبات التي قد يتواجد فيها.
بالإضافة إلى العلاج على انفراد، فأنت تأخذ واجباً بين الجلسات للمساعدة في العلاج. مثلا من الممكن أن يطلب منك تسجيل أفكارك السلبية عندما تأتي، وما الذي حفز هذه الأفكار ونوع هذه الأفكار وكيف شعرت بعدها.
تجربة التخطيط لأفكارك
تؤخذ كل هذه المعلومات في الاعتبار ويعمل المعالج معك لوضع تخطيط لجعل رد الفعل أكثر إيجابية عندما تأتي هذه الأفكار.
في السيناريو الذي طرحناه بأعلى، من الممكن أن يشجعك المعالج على دعم أفكارك تجاه صديقك. بطريقة تجعلك تفكرك بطريقة أخرى بأن هذا الصديق لا يكرهك وهو مجرد مشغول ليس أكثر. بمساعدة المعالج، تستطيع أن يكون لديك رد منطقي والذي لا يعطل العلاقات الإيجابية والصحية.
علاج أكثر جاذبية
على عكس العلاجات الأخرى والتي تستمر شهور وحتى إلى ما لا نهاية. فإن العلاج السلوكي المعرفي يستمر لفترة قصيرة، جلسات أسبوعية تتراوح من ١٢ إلى ٢٠ زيارة حسب المشكلة.
كما يعتبر خيارا أفضل بالنسبة للأشخاص الذين لا يجدون راحة مع العلاج النفسي التقليدي.
إن العلاج السلوكي المعرفي يجعل المرضى أكثر تحكما، فهو حديث بين اثنين كما يشجع المرضى على أن يكونوا أكثر فاعلية في تنفيذ التخطيط والذي ساهموا في وضعه.
في النهاية، إن هذا العلاج تستطيع أن تصنع من خلاله أدوات تكون من خلالها معالجا لنفسك.
للمعالجين طرق مختلفة في العلاج قد لا ترتاح مع أحدهم ولكن لا تفقد الأمل في البداية وضح اهتماماتك إلى معالجك ولكن إذا لم تجد ما تطلبه جرب معالجا أخر.
دماغك في العلاج السلوكي المعرفي
تقترح الأبحاث الأولية أن هذا النوع من العلاج يعمل عن طريق تغيير أماكن معينة في الدماغ
حيث نشرت دراسة واحدة بأنها وجدت بعد تسع أسابيع من هذا العلاج، أن الأشخاص الذين يعانون من قلق اجتماعي، تناقص لديهم حجم ونشاط اللوزة الدماغية (وهي المنطقة المرتبطة بالخوف والعواطف في الدماغ). دراسة أخري راجعت استخدام هذا العلاج في الاكتئاب حيث وجدوا انه أثر على اللوزة الدماغية ومناطق أخرى لها علاقة باتخاذ القرار والردود العاطفية.