النسيان الطبيعي و المرضي
هل تنسى كثيرا؟ ……..متى تقلق بشأن هذا الأمر؟
تلاحظ أنك تنسى كثيرا أو أحد المقربين إليك لاحظت أنه يعاني من النسيان، لا تقلق سوف تعرف أين يوجد الدعم والمساعدة من أجل هذا الأمر.
قد تمر بأحد هذه المواقف مثلا شاهدت فيلما منذ وقت قريب وتحكي أحداث هذا الفيلم لصديقك ولكن لا تستطيع أن تتذكر اسم الممثل. أو صعدت إلى الطابق العلوي ولكن بعد ذلك لا تتذكر ما الشيء الذي تبحث عنه، أو تفقد مفاتيحك باستمرار. قد ينتابك الشعور بالقلق عند حدوث مثل هذه الأمور وتتساءل هل هذه هفوات ذاكرة عادية أم نذير للإصابة بالزهايمر أو الخرف.
قد يبدو أن كثيرا من الناس شخصوا بالزهايمر ولكن في الواقع خطر التعرض للإصابة بهذا المرض لم يتغير. بدلا، يعيش الناس لمدة أطول وبالتالي يصلون إلى السن الذي تظهر فيه هذه الحالة. حيث يصيب الزهايمر حوالي شخص من بين عشر أشخاص فوق عمر ٦٥.
وبالتالي، متى يجب عليك أن تقلق بشأن هفوات ذاكرتك؟ وماذا يجب عليك أن تفعل إذا لاحظت هذه التغييرات عليك أوعلى أحد المقربين منك؟
العلامات والأعراض:
من الأخبار الجيدة إنك إذا كنت تعاني من أحد المواقف التي ذكرناها بالأعلى، فربما لا تكون بحاجة إلى التوتر بشأنها. فالأشياء التي غالبا لا تدل على الزهايمر هي التي يقلق بشأنها الناس مثل نسيان الأسماء أو الذهاب إلى مكان ثم نسيان لماذا ذهبت إليه. في الواقع، في أغلب الوقت العلامات المبكرة للزهايمر والخرف تلاحظها في البداية عن طريق أفراد العائلة أو الأصدقاء وليس الشخص. تكون التغييرات دقيقة مثل تكرار الأشياء مرات ومرات، فإذا كان هذا سلوكا جديدا فلابد من الانتباه لهذا الأمر.
في بداية الإصابة بمرض الزهايمر تلاحظ تغييرا في أداء الشخص في حياته اليومية مثل نسيان المواعيد أو فقدان الطريق عند الذهاب إلى الأماكن المعتادة أو عدم دفع الفواتير أو إذا كان يحجز للسفر تجده لا يستطيع أن يقوم بهذا الأمر.
متى تطلب المساعدة؟
إذا لاحظت مثل هذه التغييرات على أحد المقربين أو اصدقائك فسوف تكون فكرة جيدة للجوء إلى مساعدة الطبيب. ينقسم الناس إلى رأيين عندما تظهر عليهم علامات تغييرات الذاكرة. بعض الأشخاص سوف يصابون بالقلق ويريدون الفحص. والبعض الآخر، فهم على النقيض حيث أنهم يتجنبون الخضوع للاختبار تجنباً أن يصنفوا بهذا المرض.
التغلب على مقاومة الشخص
إذا كان الشخص يقاوم المساعدة أو كنت تخشى من رد فعل غاضب يمكنك الذهاب إلى الطبيب وتعرض عليه هذه المشكلة وما تلاحظه من تغيرات على المريض فلا مانع من ذلك الأمر.
أين تذهب ومن سيساعدك؟
إن طبيب الرعاية الأولية هو نقطة البداية في الاتصال لعرض المشكلة. بالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون لنسيان الأسماء أو المفاتيح سوف يحتاجون لمجرد طمأنينة من طبيب الرعاية الأولية أن هذا النسيان مجرد عرض طبيعي لتقدم السن. إذا استمرت مشكلة الذاكرة أو أصبح الأمر مقلقا، فمن الأفضل زيارة طبيب للمسنين أو طبيب أمراض عصبية حيث لديه خبرة أكثر في تشخيص الخرف.
من الصعب إلقاء الضوء على المراحل المبكرة للزهايمر فالأشخاص الذين على جانب عالي من التعليم والذكاء من الممكن أن يصابوا أسرع من غيرهم قبل ملاحظة المشكلة. ربما يكون السبب لأن لديهم قدرة أكبر على تعويض الصعوبات. على سبيل المثال، إذا كان لديهم مشكلة في تذكر كلمة فلديهم قاموسا من الكلمات يستطيعون تذكر كلمة شبيهة لها إذا خضعوا لاختبار الذاكرة، فالشخص الأكثر ذكاء يستطيع اجتياز الاختبار ولكن الشخص الذي يجري الاختبار ربما يلاحظ أن شيئا ليس صحيحا بالقدر الكافي ويريد إجراء مزيدا من الاختبارات، لذلك فإن خبرة المتخصص سوف تساعد في هذا الأمر.
مهما كان الأمر يبدو مخيفا لمواجهة مشكلة قوية في البداية، فتوجد الكثير من الفوائد للتدخل المبكر منها:
استثني الأسباب الأخرى
ليس كل التغييرات الإدراكية تكون بسبب الزهايمر أو الخرف. حيث أنها فكرة جيدة أن تستثني العوامل الأخرى في بعض الحالات دواء أو عدوى أو حالة مرضية أخري قد تؤدي إلى اضطراب التفكير. يتناول بعض الأشخاص غالبا العديد من الأدوية ومن الممكن أن يكون من الصعب تتبعها. فمن الممكن أن تسبب التفاعلات بين الأدوية تغيرات إدراكية لذلك عليك أن تحضر قائمة بجميع الأدوية التي تتناولها بما فيها الأدوية دون الوصفة الطبية والمكملات عند كل زياراتك إلى طبيبك.
تتجنب تدهور إضافي
بعض حالات الخرف وتشمل حالة تسمى الخرف الوعائي والذي يختلف عن مرض الزهايمر. عندما يُمنع تدفق الدم إلى منطقة في الدماغ من الممكن أن يسبب تلفا والذي يؤثر بدوره على وظائف الدماغ. فمن المهم حل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن لمنعها من التطور. توجد أدوية معينة مثل أدوية خفض الكوليسترول أو جرعة صغيرة من الاسبرين مع تغييرات في نظام الحياة تستطيع أن تساعد في تجنب تدهور إضافي في ضعف الإدراك.
تبطئ من تطور المشكلة
إذا كانت التغيرات الذهنية التي لاحظتها لها علاقة بمرض الزهايمر، فتوجد بعض الأدوية التي أظهرت أثرها في إبطاء تطور المشكلة. ولكن من المهم أن تعلم أن ليس كل شخص وجد النتيجة والبعض لم يتحمل الآثار الجانبية بالإضافة إلى أن هذه الأدوية لا تعالج المشكلة.
خطط مقدما
إنه أمر حزين أن تصاب بمرض الزهايمر، ولكن التحذير المبكر يسمح لك أن ترتب أمورك وتقيم أوضاع حياتك وتضع أمنياتك وتحدد وكيل رعاية صحية يتخذ القرارات الصحية عندما تكون غير قادر على ذلك. حقيقة التخطيط لهذه الأمور ليس بالصعوبة التي تفكر فيها. مع مرور الوقت يصل الأشخاص إلى السبعينات والثمانينات وهو الوقت المعروف للإصابة بالزهايمر وعندها يعلمون أهمية هذه الاختيارات التي نفذوها ومن بينها تفويض شخص مناسب لهم.
لذلك، إنه من المهم أن تلاحظ ليس كل علامات هفوات الذاكرة تكون مشكلة فإذا كنت تشتبه في الأمر. فإنه من الحكمة أن تحصل على المساعدة مبكرا لكي تستبعد الزهايمر أو الخرف أو لتتأكد أنك جاهز بما يكفي للتحكم في الحالة مع الدعم المناسب.
احصل على الدعم
إن الاهتمام بشخص يعاني من الزهايمر يعتبر تحديا. فالتشخيص المبكر لأحد المقربين قد يقدم وقتا لمقدمي رعاية للمشاركة في تقديم الدعم يشمل مجموعات الزهايمر والتي لا تقدم المساعدة فقط في اجتياز التحدي لإيجاد من يرعاهم ولكن أيضا تقدم الدعم العاطفي الذي يكونون بحاجة إليه.