في بيتنا شيطان اسمه الشات

 .. انتشر الشات في بيوتنا جميعا و أصبح بابا يصعب غلقة فهو وسيلة تواصل لم يكن يحلم بها الجيل السابق و لا يتخيلها الجيل الحالي ويمكنها أيضا ان تكون نهرا من الخير الغير مسبوق في تاريخ البشر  و..لكن هو مصدر ازعاج بين أفراد الاسرة الواحدة .. و هو مصدر انشغال الأبناء عن مسؤولياتهم الدراسية و انشغال الزوج عن زوجته  ومصدر غير شديدة بين الأزواج  و مصدر مصادمات بين بعض أفراد الأسرة

وما علاقة ذلك بالطب النفسي؟

هل تتخيل فتاة في العشرين من عمرها ترقد في الرعاية المركزة لأكثر من شهر على التنفس الصناعي بسسب تناولها حبوب بعد كلمة شات وصلت لها  من شاب لم تراه من قبل

  هل تتخيل وصول حالات محاولت انتحار من قبل فتيات و أولاد بسبب حرمانهم من البي بي (البلاك بري) أو اللاب توبأو التابلت أوالأيباد

هل تتخيل تعكر مزاج شاب أو فتاه وكآبه شديدة لكلمة … مجرد كلمة  وصلت ع الشات..فانقلب الحال ف البيت و صار النكد و الهم

هل تتخيل علاقة حب الى حد البكاء و النحيب و العويل و اليأس ع الشات بدون أن يرى أحد منا الآخر

و الأكثر من ذلك ان هذه العلاقات لم نتعد مقصورة على الشباب بل و الكبار أيضا و حتى عمر الستين .. سبحان الله

كيف؟

أولا الشات تواصل بين اثنين أو أكثر لم يرى كل منهما الآخر و غالبا تحت اسم مستعار و صورة رمزية و شكل غير حقيقي وكل شئ مخفي عمدا حتى ربما الجنس متبدل فمن كان رجلا قال انثى و العكس
ثانيا: لكي تحدث قصة الحب يجب ان يكون لها مسرحا و يختلف مسرح القصة بالزمان و المكان فكان في القدم حبل الغسيل في مصر مكان المقابلات بين الملاءات الفضفاضة التي تستر المحبين أو في بير السلم و غالبا ما يكون مظلما بعد تعمد شباب العمارة بكسر مصباح بير السلم وأيضا شباك المشربية الذي يتم مواربته باحتراف بحيث ان الفتاه ترى و الشاب لا يراها ثم الموقع الشهير و هو شباك الغرفة مع بنت الجيران
ثم مع الاختلاط و تعليم البنات كان المسرح في لقاءات الجامعة و النوادي و أماكن العمل وكل هذه الاماكن تم استخدامها من قبل الأدباء و صانعي الدراما و السينما لنسج القصة
ولم يكن يخطر على بال أحد ان الشات سيكون مسرحا لقصص حب وكره و حقد وتهديد و وشايات لم تعرفها البشريه من قبل

وماذا فيها؟

قبل ما تناسب حاسب
وقبل ما تقول بحبك كن على قدر المسؤولية
و الحب مراحل يجب ان تستبصر بنفسك تماما ماذا يحدث و لماذا؟

والحب يضيف الى رصيد شخصك و لا ينتقص منه

كم مرة تقول أحبك و كم مرة تسبح لله

“ان نفسا لم يشرق الحب فيها

هي نفس لم تدر ما معناها

أنا بالحب قد وصلت الى نفسي و بالحب قد عرفت الله

هل يمكنك التوضيح؟

ما رأيك في كلب يحب قطة على الشات ويخاف ان يعترف لها بحقيقته انه خدعها ولم يقل لها انه كلب ولكنه لم يعرف انها أيضا خدعته ولم تقل له انها قطه

كنا زمان نسأل ونطقس و نستفسر ونشوف ومع ذلك بعد الحب و الزواج يختلف كل شئ علينا

وماذا بعد؟

افترض هو في مخيلته كل ما يتمناه في محبوبته وهي كذلك والتقط بعض الجمل القصار في كتابتها و بنى على ذلك صرح من الوهم و هي كذلك وأعطى وعودا و هي تقبلت ثم انتقل الى الشات الصوتي ثم تمت المقابلة

منهم من يستمر على ان ما تخيله أصدق ومنهم من ينصدم ويبحث عن ضالة وهم جديد ومنهم من يرفض الواقع و يعشق الخيال

ثم؟

يأتي للعيادة النفسية
يرفض ترك الحبيب و الشات
يرفض انه كان مخدوع و أعوام قضاها على الصندوق السحري (الكمبيوتر)
و يكتئب على فقد الحلم ويقلق ويخاف من الواقع
و يضيع النوم
احترس من شيطان في بيتك اسمه الشات

والله ولي التوفيق
د. عادل سراج
استشاري الطب النفسي