نومة هنية
·
قالت أساطير الرومان القديمة أن اله الليل ( سومنوس) كان له توأمان الأول هو هيبنوس (النوم) و الثاني هو (ثاناتوس ) أو الموت و كانوا يعيشون جميعا في كهف بعيد في أقصى الغرب حيث كانت لا تشرق الشمس هناك أبدا
و بجوار هذا الكهف كان يجري نهر النسيان وكانت تنبت على ضفتيه نباتات الأفيون والمنعسات و المنومات و كان كل شئ يتم في هذه المنطقة بكل صمت في ظلام دامس
· ويبدو انه تشير هذه الأسطورة إلى سلطان النوم و الليل و النسيان على الإنسان خصوصا في الظلام فبمجرد دخول الليل والظلام كان يهيمن سلطان النوم على الإنسان الأول فلا يستطيع مقاومته إلى أن تشرق الشمس وأيضا
تشير الأسطورة أن النوم توأمه الموت و كأنه الوجه الآخر من عملة السبات
· وإذا كانت الأسطورة بها شئ من الصحة إلا إنها تحوي بعض المغالطات فالنوم عمليه حيوية لا تشبه
الموت إلا في فقد الاتصال بالعالم الخارجي ومن الثلاثة الذين رفع عنهم القلم النائم حتى يستيقظ .. ولكن من المظاهر الإيجابية في النوم أن الإنسان يتقلب في الفراش و انه قد يستطيع حل بعض المشكلات وقت النوم فما هو قد يكون متعسرا قبل النوم قد يظهر حله عند لحظة الاستيقاظ و كثيرا من المخترعات والاكتشافات تمت أثناء النوم و دونت مباشرة عند الاستيقاظ والأم التي تنام نوما عميقا من شدة الإرهاق تستيقظ فور سماعها بكاء طفلها و النائم قد يهمهم بكلمات عند النوم و يرى أحلاما قد تكون سارة أو مؤلمة أو مفزعة و الأهم من ذلك كله أن عملية بناء البروتينيات والحامض النووي الحيوي على وجه التحديد في داخل الخلية يتم أثناء النوم
و نحمد الله الذي جل علينا بقوانين النوم الحقيقية
· وإذا كان الليل والظلام يعد من مسببات النوم و الضوء و الشروق من الموقظات لذا فان الإنسان الأول الذي لم يعرف المصباح الكهربائي كان بوسعه النوم مباشرة عند دخول الظلام و كانت يستيقظ عند أول ضوء من النهار ولذا كان يتمتع بصحة بدنية و نفسية عالية فكان متوسط عمر الفرد أكثر مما نحن فيه الآن و كان مقاومة الجسم للأمراض أكثر و لم تكن شائعة أمراض اليوم