يطلق عامة الناس كلمة العجز الجنسي على آية اضطراب جنسي يصيب الرجل دون المرأة و تقع كل المسؤولية على كاهل الرجل دون المرأة .. و يعتبر هدا الشيء من أسرار البيت شديدة الخصوصية و سر نادرا ما يباح به حتى لأقرب أصدقاء الأسرة أو العائلة وعلى الزوج أن يلزم حدوده التي إذا ما فكر أن يتجاوزها فنظرة جارحة بطرف عين الزوجة تكفي لردعه
واقع الأمر
هكذا قد يكون التصور لدى البعض و لكن حقيقة الأمر تختلف تماما فليس الزوج العاجز جنسيا هو العاجز عن الرد أو الخجول أو المنطوي و ليس أيضا بالضرورة هو العصبي أو المتوتر أو الثائر الهائج على أتفه الأشياء إنها ترجع إلى عوامل كثيرة قد لا يكون العجز الجنسي أدنى أثر فيها .
الرغبة
ولتوضيح الأمر يجب أن نعلم المراحل التي يمر بها الزوج و الزوجة عند الملامسة أو المباضعة بإيجاز يجب أن تتكون لدى الزوج الرغبة و النشوى أولا للقاء زوجته وهذا لن يتأتى إلا مع رائحة الزوجة الركية و لسانها العطر و نظراتها العذبة الحنونة ودلالها الفياض وهيأتها وملبسها الفتان فهذا كفيل برفع درجة الشجن في النفس و الإحساس بالترقب و الشوق
الإحماء و التسخين
ثم إذا واتت الفرصة اللقاء و خلا المكان من أية إزعاج وساد الصمت المكان إلا من دقات القلوب واهتزازات المشاعر والأبدان تتدرج مرحلة الإحماء لديهما والتي يزداد فيها تدفق الدم و اندفاعه نحو العضو الذكري لدى الرجل و يبدأ الانتصاب وتزداد ضربات القلب و يتدرج الإحساس بالنشوة و اللذة في الصعود
الثبات و الذروة
ومع الاستمرار يصل إلى الذروة ومرحلة من الثبات فمهما تمادى في المداعبات كان الشعور بالنشوة و اللذة ثابتا يلح عليه للمزيد و ليس هناك مزيدا إلا الشبق فيحدث الإيلاج و ترتجف الأوصال وتختلط المشاعر و تذوب الأنفس ويندمج الزوجين والنفسين كنفس واحدة باختراق اللحم داخل اللحم و الشعور واحد منتهى اللذة والنشوة والعبير على الأرض , شعور يشترك فيه الثري و الفقير .. الوزير و الغفير ويحرم منه البعض و يسعى لتعويضه الكثيرون.
الفتور و الاندثار
تفتر الطاقة و تسترخي الأوصال والأطراف و تسود لحظات من الصفاء ..قد يعقبها النعاس .
العجز؟؟!
فقد الرغبة
ضعف الانتصاب
سرعة القذف
بنظرة إلى هذه المراحل يمكنا التعقيب كيف يكون العجز؟؟؟… فضياع الرغبة و هي أكثر الأسباب شيوعا تفقد الزوج البهجة و المتعة في تمام المراحل السابقة و يتحول اللقاء إلى عمل روتيني يمكن أن يشوبه الملل كثيرا ما يفتقد الرجل فيه القدرة على التواصل فلا إحماء و لا ذروة و لا انتصاب و يود الانتهاء حتى لا يصيبه الإرهاق .
ولكن كثير من الرجال يعبر بضعف الانتصاب و عدم القدرة على التواصل و أكثر الأسباب العضوية المؤدية إلى ذلك هي استعمال بعض العقاقير التي تؤثر على قوة الفحولة و الانتصاب و كذلك الإرهاق و عدم ضبط النوم بالقدر الكافي ومن الرجال من يشكو بسرعة القذف والإيلاج ويكمن السبب النفسي وراء ذلك غالبا ما يكون ذلك نمطا من أنماط سلوك هذا الرجل فهو متعجل متلهف في كل شئ فلم يسأل التباطؤ في هذا الأمر
لا تظلموا الرجال؟
النسبية!
المرأة أم الرجل! تعددت الأسباب و العجز واحد ..انه نتج عن خلل في الملامسة مع الزوجة ولم يمر الزوجين بسلم النشوة معا منهما من سبق ومنهما من تأخر ومنهما من سعد ومنهما من أسف ولكن تبقى هذه المسألة نسبية تماما لكل زوجين فهناك من يرضى بالقليل منها وهناك من يسأل قمة النشوة و الذروة و هناك من يسعد بنصف لقاء و هناك من يهنأ بود من احتضان .. ولكن إذا ما كانت المحصلة عدم الرضا أسميناه عجزا .. وكان على الرجل دفع الثمن .. فعليه بالحل البديل حتى و لو كانت الزوجة من طرفها جامدة بلا حراك لا تعبأ بدفع الشوق إليه و لا تهتم باجتذابه نحوها .. .. تضيع الساعات الطوال في الإعداد لطبق اليوم ولكنها لا تكترث بدقائق في الإعداد لفراش اليوم .. وهنا من يقول ليس هناك رجلا عاجزا بل هناك امرأة معجزة .. مخصية (بضم الميم).
رد الفعل !
• تتباين ردود أفعال الأزواج النفسية لذلك تماما فمنهم من لا يعبأ برمة الموضوع و يكتفي بالقشور وبالقليل منه ويعزي المسألة لتقدم العمر بالرغم من انه ليس كذلك ……و بدهاء وقدرة على بث و إشاعة جو من الدفء و الحنان يصبح هذا نمط لقاء الزوجين و تستطيع الزوجة الإحساس بالشبع و الارتواء و يرتاد العيادة النفسية العديد من مثل هذه الحالات و جميعها تحت سيطرة الزوجين و فيها من مشاعر ود و رحمة من قبل الطرفين ويمكن لهؤلاء الأزواج أيضا أن يحققوا تساميا كبيرا في وظائفهم و تقدما أسريا مع أولادهم
• وعلى النقيض تماما هناك من لا يرضى و لا يقنع أبدا بدون ما كان عليه وقت الفحولة و الشباب و يتلهف على استعمال كافة المنشطات و المقويات و الفيتامينات ويلجأ لطرق عديدة لإثبات ذلك لنفسه ولزوجته وأذكر هنا زوج اقترب من الستين من عمره و كان يعاني من داء السكري وارتفاع نسبة البولينا بالدم و مع ذلك كان يغفل و يهمل تماما ضبط حالته الصحية والامتثال للتعليمات الطبية وكان يشترط أن توصف له الحبوب المقوية جنسيا أولا و يرى أثرها حتى يبدأ في علاج الحالة العضوية ويهددنا بدلك و كانت زوجته في حيرة من أمره و برغم أدبها الجم و محاولاتها لإسعاده إلا انه كان فظا معها و يريد أن يحملني مسؤولية فشله و حينما صارحته بحقيقة مشاعره انه يشعر بالذنب تجاه زوجته الودود و سلوكه هذا يعكس رغبة لتدمير ذاته و حقيقة الأمر ليست متعة جنسية أعلنت زوجته مرارا و تكرار إنها في غنى عنها في هذه المرحلة العمرية .. انهار تماما و بكى وأوضح انه بالفعل كانت له علاقات نسائية غير زوجته و يظن أن هذه هي ضربة و رد القدر عليه
موسم للعجز الجنسي
يكثر المترددين من حالات العجز الجنسي من الرجال الذين يعيشون بعيدا عن زوجاتهم ثم يستعدون للذهاب و السفر لديهم و بالطبع يصاحبه هنا قلق النجاح و الخوف من الإخفاق و يزيد القلق لو كانت الأجازة أيامها معدودة و كثيرا ما نرى هذه الحالات حتى بين الشباب و تسرى بينهم إشاعات عن عقار بعينه يساعدهم في رفع الطاقة الجنسية وبالطبع ليس هناك شئ من هذا و كل ما في الأمر انه يقلل من القلق النفسي المصاحب و يؤخر فترة الإيلاج التي بالطبع ستصبح قصيرة مع اللهفة الشديدة للقاء
كلمة قبل الأخيرة
إن سر اللذة و النشوة في الجنس يكمن في الرغبة في إسعاد الطرف الآخر وتحقيقها و السرور و البهجة من نشوته انه الظمأ كل الظمأ و لكنه الارتواء كل الارتواء و إذا أخذ الزوج و الزوجة على عاتقهما هذه الفلسفة لن يكون هناك عجزا و ضجرا بل ستطل علينا السعادة من الفراش.