والآن كيف نتدارك الموقف وكيف نعلم ابناءنا و ننشأهم على عف اللسان
الحقيقة الأولى التي نجب ان نعلمها جيدا ان الطفل مقلد و حتى سن 11 عاما حتى يستطيع الاستنتاج والتمييز ولكن ماذا سيكون الموقف اذا كانت تمكنت العادة منه من بذئ القول ومن ثم نستطيع ان نجزم بأن الافضل هو اسلوب الوقاية واذا اتى الطفل بلفظ بذئ غير مرغوب فيه أولا علينا بالموعظة فنسبة غير قليلة من الأطفال تستجيب بذلك و ان لم يكن فنظرة العين الجارحة و هو عقاب ليس بالهين والعزوف عن الرد و الانتباه للطفل مع هذه الكلمات فيلحظ انه لا يلفت نظر ولا يستحوذ على اي اهتمام ابدا ممن حوله باستعمال مثل هذه الالفاظ و كذلك التلويح بعقاب الحرمان من مزايا خاصة كفسحة أو نزهة أو هدية كانت في الطريق و حجبت عنه بعد ما صدر منه هذه البذاءات و في بعض الأسر يلجأ الآباء الى استعمال مواد حريفة كالشطة و الفلفل فور صدور بذاءات من أطفالهم ومن واقع مشاهداتي في العيادة النفسية انه قد تنجح أحيانا و تخيب أحيانا أخرى بل و قد تأتي برد فعل عكسي غير منتظر اي ان يتمادى الطفل فيما يقول و يتحدى آمه في ذلك داعيا انه لا يهتم و من الافضل في مثل هذه الحالات الارتقاء بالطفل وعقله و ادراكة و مساعدته على تنمية استيعابة و استنتاجه للقيمة و الفضيلة و لا نبخل عليه بمساحة من الوقت للمناقشة و مساعدته لاستنتاج و التمييز للحرام و الحلال و البغيض والقبيح ولابذئ وان كان سيقع في حيرة كيف يقول التلفزيون أو ربما أبي أو عم ومن هم أقرب الناس الي كيف يقولون ما يسمونه انفسهم بذئ و يسألوني ألا أفعل ولن تفلح معه ردود انهم كبار وانت صغير وكذلك ردود مثل لا تفعل مثلهم وحسب !!! بل ان بعض الأمهات يصرخهن على اطفالهن ” لا تفعل مثل أبوك!!” “ولا تقول مثله و لا تقلده”!! ما هذا الهراء يفعل مثل من اذن و يقلد من اذا لم يحاكي أباه وهناك طريقة افضل من ذلك وهي ان نسأل الطفل و هل تحب مثل هذه الالفاظ ,,؟ و ما رأيك الشخصي في هذه الكلمات؟ حديث من من المدرسين تحب اكثر ؟ لما لا تقول مثله ؟ ما رأيك ان تقلد فلان في كلامه و بابا في ملبسه وفلان في لعبه؟ ولا بد من استعمال كلات مثل ما رأيك؟ و هل هذا صح ؟وما هي الكلمة الافضل ؟ ويجب ان نعلم ان كثيرا ما يكون الطفل قليل الحيلة و حصيلته اللغوية تكون قليلة و يظن ان هذه الكلمات لا بديل عنها فيجب ان نعرفه ما هو البديل في مواقف مثل الانفعال والغضب و التوتر
بل وأكثر من ذلك يمكن ان نستعين بلعب الأطفال و اللعب التمثيلي على وجه التحديد و اشترك معهم في لعبهم وأضع ما يرقى من الالفاظ في مواقف تمثيليه تفرض عليهم كمن سيقوم بدور المهندس والطبيب و الضابط والعامل و غير ذلك وماذا يقول في مواقف الخلاف و الانفعال
وحينما يصدر من الطفل لفظ شائن وقبيح يمكني ان اسأله الاعتذار وهو فن فالاعتذار يكسر حدة الكبر و التعالي وحينما يعتذر الطفل عليه ان يقدم اسفه مسميا فعلته “لأني قلت او لفظت كذا” ويبرر بشكل مقبول لما صدرت منه رغم قبحها ثم يبدي ندمه على ذلك ويقدم وعدا بعدم العودة لها و استعمالها ابدا و يقدم ايضا ضمانا مشروطا اذا عاد وقالها ماذا يمكنها ان يفعل او عقاب يقبل مثلا لا تأخذوني معكم أو لا تشتروا لي هديتي وهكذا
يجب ان تدرك كل اسرة انه لسان حال طفلها هو مستقبله فلن يعوضه عن ذلك تألق مدرسي أو تفوق كثيرا ما يكون كاذبا و ماذا سيفعل بعلم بدون خلق و عفة اللسان
واحب التنويه هنا ان هناك حالات قد تكون غاية في الصعوبة ولها ف العيادة النفسية تدخلات اخرى قد تحتاج للتدخل الدوائي احيانا و الذي من شأنه يربط حدة انفلات اللسان للطفل ومن ثم يمكننا الخوض في العلاج السلوكي للطفل و ضبط جنوحه
وكلمة أخيرة
هناك بيوتا فيها كلمات مثل من فضلك و شكرا وجزاك الله خيرا – حتى المسبات فيها كلمات مثل جتك الهنا و جتك السعد غير بيوت لا تعرف من هذه الجمل شيئا فعزيزي الأب و الأم مهما كانت مهنتك اختار في اي بيت تحب ان تكون?!!
Published by Dr.Adel Serag
Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.
View more posts