اختلف كثيرا من علماء النفس على أمثل طريقة لمعاملة الأطفال  فمنهم من حاول إثبات أن منح الطفل مطلق الحرية في العبث

و اللعب و اكتشاف الخطأ من الصواب بنفسه  هو من أفضل وسائل التربية ..

في حين أن آخرون حاولوا الدفاع عن عقاب الطفل كوسيلة تربوية سليمة.  حتى  أن هناك من الأباء يستاء لضرب طفله بالمدرسة و آخر يطلب تشديد العقاب عليه و ضربه

وواقع الأمر هو إن ضرب الأطفال وسيلة لا يمكن تعميمها على كافة الأطفال و هناك تباين واضح من طفل لآخر

فمن الأطفال من يستجيب للموعظة و التوجيه و لها أبلغ الأثر عليه و هناك أيضا من يكفي له النظرة الجارحة

إلى طفل لا يرتدع و لا يؤدي ما عليه إلا بالتلويح بالعقاب  أو بالتهديد به و هناك من لا يكفي معه التهديد  و يجب أن ينال منه قدرا متدرجا في الألم

و هذه الظاهرة لا تخضع للبيت الواحد فقد يكون طفل يكفي معه العظة و التوجيه في حين أن أخيه و الذي نشأ في ظروف أسرية و بيئية مماثلة لا يفلح معه النصح و العظة برغم عقابه و ضربه المبرح عدة مرات.

و لذا هنا يجب أن يصنف الآباء أبنائهم من هو حساس لمسألة العقاب بالضرب و يكفي معه الأساليب الهينة  وأي نوع من العقاب له أبلغ الأثر في توجيهه.

* ويجدر بالذكر هنا إن مسألة ضرب الأطفال و إن سلمنا بوجوبها مع بعضهم  يجب أن تخضع لمحاذير نفسية تراعى بكل دقة ..

فأهمها على الإطلاق ألا تكون علنا  إلا إذا كان هذا مع من لم يرتدع منهم في المدرسة و يستغل هذا الموقف للتأثير

على بعض  من الأطفال الآخرين ( عن طريق التعلم بالملاحظة) و لما فيها من تلويح بجدية العقاب ..

و لكن ضرب الطفل أمام الآخرين و هو في منزله يترك عليه أبلغ الأثر من فقد إحساسه بذاته و تهوين كرامته

و يكون بناء على ذلك إما أن يلجأ إلى التمرد الزائد و العند فقد هانت عليه نفسه  و خسر  كرامته أو الخجل و الانطواء

و تجنب المجتمعات بعد ما فقد اعتزازه بنفسه أمام الناس حتى و لو كانوا أطفالا.

*و ضرب الطفل أيضا يجب أن يأخذ هيبة و مكانة خاصة إذا كنا نريد منه تأثيرا تقويميا فضرب الأم لطفلها غير ضرب الأب

فيجب أن يحتفظ الأب بهيبته في المنزل و أن يكون مقلا جدا في ضرب أطفاله و فقط عند الأسباب التي تستحق ذلك و منفردا

و لذا يعز على نفس الطفل العقاب من والده  فيتعلم و يتجنب أخطائه و من أبشع الأخطاء التي يقع فيها الأباء هو ترك العقاب بالضرب في أيدي آخرون

ممن هم حول الطفل من الخدم وغيرهم بحيث أن يشعر الطفل بنفسه مهانا مشاعا بين أيادي الآخرين إلا إذا كان من يترك له حرية العقاب قريب إلى نفس الطفل

و يكن له الاحترام  والحب ولذا لا يستشعر أن عقابه منه إنقاصا بل توجيها و تعزيزا

ولكن هناك نمازج يصعب تصديقها في العصر الحالي  و يمكنك المشاهد هنا.

د. عادل وجيه سراج الدين

Published by Dr.Adel Serag

Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *