.. طفل و ناضج و والد في داخلك ؟

في داخل نفس  كل منا  طفل و ناضج ووالد .. و الطفل هو من يتطلب دائما و يصرخ و يبكي عند تأخر طلباته و يضحك و يهزل وقت الجد .. و الناضج من يتعامل مع كافة الأمور بجدية و بعين العقل و يدرس الأمر قبل الإبداء برأيه و اتخاذ القرار  و الوالد من ينصح و يوعظ و ينقد ويغضب ويعاقب .. و على سبيل المثال للتوضيح لنفرض س مثلا رجل يحترم زملاء عمله و يخاطبهم بجدية و التزام و يقدس مواعيد الدوام (ذات الناضج) و لذا فهو دائم التقدم و يحرز إعجاب رؤساؤه حينما يعود إلى منزله بعد عناء العمل تستقبله الزوجة لتغير له ملابسه وتستمع منه إلى قصص عمله التي ير نفسه فيها بطلا و كيف أنقذ شركته مثلا من خسارة مؤكدة ويشكو لها من أحد و هي تطبطب على ظهره و تخفف عنه!! ويجب آن يرى الغذاء معد و جاهز ثم يدخل للنوم في وداعه و تقول هشش بابا نائم وكأنها أرضعته وقالت البيبي نائم.. لو افترضنا ان س هذا لم يجد طعام الغذاء معد أو لم يجد الزوجة الأم في هذا الوقت بالذات قد يصرخ و يثور في عصبية غير مقبولة لمن في مركزه ..نعم ..انه بعد صرامة وقت العمل تقلصت منه ذات الناضج لتسيطر عليه ذات الطفل ..و لو نظرنا إليه كيف ينام فترة الظهيرة في وداعة قد لا يتصور أحد ان هذا هو المدير أو الرئيس في العمل .. ثم بعد ذلك و عند استيقاظه (ذات الوالد)  يخاطب أطفاله و يحاسب زوجته عما أنفقته و يوعظ و ينصح وينقد و أحيانا يتهكم من تصرفاتها أنها ذات الوالد التي يدير بها شئون المنزل و قد يثور و يغضب و ينفعل في عصبية إذا وجد تأخر دراسي من أبنائه أو سوء تصرف بموقف أو بمصروف المنزل ..و بالتالي نجد هنا نموذجا آخر من العصبية و الانفعال في الحياة الزوجية ..و نتخيل مثلا انه في مثل هذه العصبية و الثورة على زوجته  و ربما هم ان يضربها دق جرس التليفون .. مكالمة من رئيسه في العمل ..يسأله عن حضور اجتماع مثلا فورا تتقلص منه ذات الوالد و يهدأ و يخاطب رئيسه بذات الناضج و يعد بالالتزام و انه مستعد و جاهز بالتقارير اللازمة مثلا  ثم يضع التليفون و يتجه إلى زوجته و ربما نسى ما كان و في طفولية بريئة ” المدير رشحني لرئاسة الاجتماع !!” (ذات الطفل)   و يضحك معها ثم يسألها بجدية إعداد ملابسه حتى لا يتأخر (ذات الناضج)..أما إذا كان مديره يلومه و يبوخه من نقص في العمل ( أي ان المدير يتحدث بذات الوالد) فيرد هو بالاعتذار و الأسف ويطلب الصفح و إنها لن تتكرر مرة أخرى ( يرد بذات الطفل ) .. و هكذا

والغرض من  كل هذا الشرح لهذه النظرية هي  توعية الزوجة عن حالة زوجها .. فلو كان زوجها يخاطبها بذات الوالد و ينقد و يلوم عليها ان تخفف من حدة الموقف و ترد بذات الطفل و تداعبه وتطلب منه ان يسامحها بنفس طفولية مرحة و يمكنها تحويل الموقف الى بهجة و ضحكات ولو ردت عليه بنفس طريقته فسارعت في لومه و عتابه انه هو المسؤول و..و.. سيكون هذا أسلوب التضاد ويضطر ا ن ينفعل عليها و يزداد حدة و عصبية!! أما إذا كان يثور بسبب تافه تغلب عليه ذات الطفولة فيمكنها ان تخاطبه من ذات الناضج بترو وتأن وصوت  هادئ مطمئن  وبرفق تدعوه لأن يكون مسؤولا أكثر أمام أولاده (ذات الوالد)..

ماذا يمكنها ان تفعل الزوجة لتزيد من رصيد الحب ؟؟

تطبيقا للنظرية السابقة .. و  أتمنى أن تكون مفهومة .. على الزوجة  ان تعرف زوجها في أي صورة يخاطبها و كيف ترد عليه و يكون هذا نمط سلوكي لديها و شئ تلقائي ليس مفتعل و لا متكلف إنها الزوجة الذكية التي تدرك متى تكون أما لزوجها ! ومتى تكون طفلته ؟؟ و متى تكون بمستواه الفكري و العقلي الجاد الملتزم ؟؟ .. متى تملأ معدته ومتى تغذي عقله ومتى توجهه و ترشده و تكون قائدة له .. هذا من وجهة نظر الطب النفسي.

Published by Dr.Adel Serag

Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *