جاء النوم في القرآن الكريم في سبعة مواضع نستهلها بأولها – أعظم آية في القرآن – آية الكرسي – في سورة البقرة وفيها التقديس والإجلال لعظمة الخالق الحي القيوم الذي له الحياة الكاملة لا يزول ولا يحول و القائم بتدبير الخلق و حفظه فهو الذي لا اله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة و لا نوم فهو بعيد عن النعاس و عن الغفوة والفتور و عن النوم فهذه صفات خلق الله و ليست من صفات الخالق و كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك .
وجاء النوم في موضعين مقترن بالسبات و الليل فقال تعالى ” وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا و جعل النهار نشورا” الفرقان 47 … وقال تعالى ” وجعلنا نومكم سباتا* وجعلنا الليل لباسا*و جعلنا النهار معاشا” النبأ9-12.. ففي الآية الأولى جاء النوم مباشرة عقب الليل وفي الثانية جاء النوم مباشرة قبل الليل وفي ذلك إشارة لارتباط كلا من الليل و النوم بأيهما يعقب الآخر مباشرة ثم جاء النهار مرتبطا باليقظة (النشور) و المعاش (الحياة) أما السبات هو الراحة و الدعة مع غلق العينين وهو مرادف لحال الموت من السكون ومقابل للحياة .
وجاء في سورة الروم قوله تعالى ” ومن آياته منامكم بالليل و النهار و ابتغاءكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون” فجاء نوم الليل قبل النهار والسعي أكثر مع النهار وهذه الآيات لقوم يسمعون الآيات و المواعظ سماع تفكر وتدبر و يستدلون منها على نواميس الحياة
وجاءت رسالتي تحذير للخلق فلا يأمن أحد مكر الله و هو خير الماكرين فقال تعالى ” أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا و هم نائمون” الأعراف 79 أي في وقت غفلة الليل و تأكيدا على هذا المعنى كانت قصة أصحاب الجنة الذين باتوا بنية عدم الخير ” فطاف عليهم طائف من ربك و هم نائمون ” القلم 19
وفي سورة الزمر آيه للتفكر و التأمل و فيها من الدلالة على القدرة الالهيه الكبيرة فقال تعالى ” الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى الى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ” الزمر 42 فالنفس الميته و النائمة عند ربها فترسل النائمة للجسد الى أجل مسمى في حين أن تبقى النفس الميته ممسكة لديه!.
والخلاصة فالنومة الهنية التي نسعى إليها هي نومة الليل المبكر و التي يعقبها اليقظة المبكرة .