المراهقة:

 

هي فترة الانتقال من عمر الطفولة والصبا إلى عمر النضوج و الرشد و تعتبر من أحرج الفترات التي تؤثر في حياة الفرد ويطلق عليها البعض سنوات العاصفة .. فهي تتسم بأدق مرحلة عمريه ليس فقط بسبب التغيرات الفسيولوجية من ظهور علامات البلوغ و النضج الجنسي  ولكن من الناحية النفسية حيث يمر المراهق بأزمة التميز .
أزمة التمييز !  

والمقصود بهذه الأزمة هي شعور المراهق برغبة شديدة في التفرد و التمييز عن الآخرين سواء كان في الشكل و الهيئة أو الفكر و المستقبل …   ولذا ينتاب المراهق هنا سؤالين الأول

من أنا ؟؟

والثاني 

إلى أين أتجه ؟؟

ويمر بصراع انه في اعتمادية كاملة مادية على والديه و أسرته وغير قادر على اتخاذ القرار في حين انه يشعر بالزهو  بنفسه في الطول و صحة البدن و العافية و يشعر بالقدرة والتفوق ولكنه يشعر بالعجز الشديد إزاء التحرر من بيت الأسرة و تقاليده و نظامه الصارم و يصطدم مع أسرته والمجتمع الذي يتعامل معه كفرد قليل الشأن عديم الخبرة و المعرفة قلما يستمع إليه و يقلل دائما من شأن أفكاره .. فيسعى للتشبه بنجوم هذا المجتمع من المشهورين كلاعبي الكرة أو المطربين أو الممثلين أو حتى رجال الدين فتراه تارة يطلق لحيته و يعتكف بالمسجد  و تارة أخرى يرتدي الملابس الضيقة و يتراقص مع الموسيقى الصاخبة .

الخلاف مع الأهل  

وتتحدد نقاط الخلاف بين  المراهق ووالديه في ملابسه و هندامه

وسوء ترتيب غرفته

ونوعية الأغاني و الموسيقى المسموعة

ومواعيد خروجه و عودته إلى المنزل …

ومع مدرسيه في أسلوب الرد و الحديث الذي غالبا ما تختفي منه عبارات الذوق و اللياقة و الأدب فيستخدم ألفاظ نابية غير لائقة

و قد يتطاول متعديا حدود فارق السن و الواجب المفروض

و يتباهى في قصصه بين  أصدقائه بخرقه للقواعد و الآداب العامة .

ويمر أي مراهق بمشاكل من هذا النوع تختلف في الشدة و الفترة و تتباين سنوات العاصفة من مراهق إلى آخر فتختلف  في الحدة و في طول الفترة إلى حد إنها تكون بالغة الصعوبة وشديدة التوتر و تبلغ عدة سنوات مع بعضهم في حين إنها تمر دون توتر يذكر مع آخرين ..
والعلاج في هذه الحالات
يتمثل ببساطة في معرفة نفسية هذا المراهق و مراعاة أزمته  

مع العلم بأن هذه هي أشهر أو سنوات معدودة بعدها يصل إلى الاتزان و التكامل وان شدة ما فيه الآن لا يعني بالضرورة سوء المستقبل …

و بعد يأتي الحوار  ثم الحوار ثم الحوار

و التدريب لاكتساب مهارة الاستماع لكل ما يقال و ما لا يقال من خلال تعبيرات وجهه و انفعالاته ومناقشته بموضوعية و طرح نمازج عديدة من قصص واقعية يرى أثارها فيمن حوله

و سؤاله الرأي والأخذ به في محيط الأسرة و توجيهه إلى الرياضة التي تنمي قدراته و تتحطم عليها شهواته …

و ينصح الأباء بتفسير و تبرير أي قرار يبدو له غريبا و مصادقته إلى أبعد حد و تشجيعه إلى متابعة نوع الفن من أغنية أو سينما أو موسيقى أو غير ذلك  الذي يخاطب مكارم الأخلاق و ليست الفنون التي تخاطب غرائز العنف و الجنس و العدوان … و تأني النصيحة  و التوجيه إليه بطريق غير مباشر من خلال الحوار الماهر و ينصح هنا بزيادة عدد ساعات جلوس الأسرة معا في مناقشات عامة .

Published by Dr.Adel Serag

Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *