أندهش في العيادة النفسية من طفل و صل للصف الثالث و أحيانا الرابع الابتدائي و لا يزال متعثرا في القراءة فكيف يسير في سلم التعليم وكيف ستتعطل حياته  والواقع انه لم يلق حظا من معلم مثقف مهتم قادر على التشخيص و العلاج ويترك كل شئ على كاهل الأسرة و خاصة الأم  برغم ما عليها من أعباء فقد انتقلت العملية التعليمية الى المنازل وأصبحت المدارس تتعامل مع الحد الأدني و تطلب التلميذ الجاهز الذي سيعمل معه البيت بعشرة أضعاف مع تعمل المدرسة حتى ان المدارس الأهلية نفسها تقوم بعمل مقابلة لأهالي التلاميذ ليس الغرض منها الوقوف على حالتهم المادية و الاجتماعية فحسب بل انها تقف على هل هم قادرون على تعليم ابنهم بالمنزل و خرج أجيال بالفعل لا يعرفوا الا ان المدرسة توفر الحد الأدنى من التعليم و البيت يكمل المسيرة أو يتسرب و يخرج من سلم التعليم و يلجأ لدبلومات قصيرة وهمية و بالاسم هو حاصل على شهادة و بالفعل هو متعثر في القراءة و الكتابة و غيرها

ومن فرط احساسي بمسؤولية العيادة النفسية اليكم هذا البحث الموجز و البعيد عن المصطلحات العلمية و الفذلكة الطبية

د. عادل سراج

تعثر القراءة لدى الأطفال

يتدنى إنجاز القدرة على  القراءة( الدقة و السرعة و الاستيعاب)  قياسا للاختبارات المعيارية بالنسبة إلى  العمر و قدرات الذكاء و مستوى التعليم مقارنة بمن هم في مثل ظروف الطفل (البيئية)_و يتعثر الطفل لدرجةتحول و تقدمه الأكاديمي

•و لذا فقراءة الطفل لفظيا يشوبها الحذف و التآكل لمخارج الألفاظ وإحلال كلمات أخرى و في كلا من القراءتين الصوتية الجهورية و الصامتة يغلب البطء و تكثر الأخطاء و يفقد القدرة على التمييز بين الحروف وبعضها

•يكثر هذا الاضطراب في الذكور عن الإناث  و قد يصاحبه تعثرا في قدرات الطفل الحسابية و كذلك الكتابية.  (تبلغ نسبة الإصابة به 4% من أطفال المدارس الأمريكيين) والجدير بالذكر انه نادرا ما يشخص الاضطراب بعد بداية المرحلة الابتدائية و ربما في الأعوام المتقدمة منها في حين إن التشخيص المبكر أثناء مرحلة الرياض  و  التدخل السريع يأتي بنتائج طيبة للغاية ويأتي هذا بعدم قدرة الطفل على إدراك أشكال الحروف و ربطها بالأصوات وتجميعها في كلمات مقروءة وجمل منطوقة

وللعلاج

هناك طريقتين أحدهما شاملة و الأخرى مفصلة للقراءة – الأولى تشمل تعلم القراءة بشكل و صورة الكلمة كلية و يستطيع إن يشير عليها و بالتدريج تزداد حصيلة كلماته التي يستطيع قراءتها ويعيب هذه الطريقة إنها لا تمكن الطفل من قراءة كلمة جديدة عليه إلا بالتدريب المستمر و هي لا تعتمد فقط على الإدراك البصري للكلمة و اختزان صورتها بدليل إن الطفل يستطيع قراءة الكلمة بخط آخر وشكل مختلف و الطريقة الثانية تبدأ بكلمات من حرفين  أو ثلاثة يفضل أن يكون بنفس التشكيل مثل دب-حط – زرع – رسم- ضرب- وهكذا و يشترط فيها فترات مطولة من التدريب  و تقطيع الكلمات الطويلة و التدريب يوميا على الأقل لمدة ساعتين مع عمل جدول حوافز لكل إنجاز يستطيع الطفل الوصول إليه.  والأفضل طريقة أخرى تدمج بين الطريقتين السابقتين مثل  كلمات وفا – رفا – رشا -والتدريب علي قراءتها هكذا و في الإنجليزية   مثل

HAT  RAT   BAT

طريقة مفصلة للعلاج

   ·   إثراء الطفل بالبدء  بإدخال 13 حرف غير منقوط  ( باستثناء الباء و النون )  وهي حروف  أ – ب – ح – د – ر – س – ص – ك – ل – م – ن – و – ي

عن طريق الكلمات القصصية   بتدرج بسيط من قصة  إلى أخرى بحيث يتعرف الطفل على شكل الحرف و يربط بالصوت الخاص به .

يكون تعليم  الحروف بالتسلسل التالي ( أ – ب-  د – ر – و- س – ح – م – ك – ي –  ص- ن – ل )

و سيكون ذلك بتدرج من قصة  لأخرى و يبدأ الطفل في التعرف على أشكال و أصوات الحروف ابتداء من القصة الثالثة ( قصص القرآن للأطفال

و بالتقنيات التالية

   ·   ربط الكلمة بالصورة

   ·   يكتب الحرف بلون مختلف  داخل الكلمة أو يكتب منفصل و يعرض الحرف على اللوح  أو يعرض عن طريق البطاقة و يلفظ ويقرأ قراءة فردية لإتاحة الفرصة لكل طفل و يبتعد عن الإلقاء الجماعي الكورال لما فيه من اختلاط المتميز بالمتقاعس

   ·   يمكن تدعيم المعرفة بعرض الكلمات بالمتشابه و المؤتلف والمختلف

   ·   تعرض الحروف و  الكلمات على صف واحد

   ·   يعرض الحرف واضح كبير ملون بغير لون الكلمة التي غالبا ما تكون باللون الأسود ثم يعرض الحرف بالخط المزدوج المفرغ ليتدرب الطفل على تلوينه ثم يعرض بخط شبكي ( خفيف – منقط) ليسير عليه الطفل

   ·   يبدأ الطفل  بتركيب الكلمات من الحروف التي تدرب عليها (أي بعد إتقان شكل و لفظ 4 حروف)

   ·   تكتب الحروف مجردة على السبورة  ( أو على البطاقات)

   ·   تعرض بطاقات الحروف و يتم (تجميع ) تركيب الكلمات

مثال:

أ      ب      ر       د

أ  ب   ر   د( —–   ———–        ———   )

   أب        بر -رب             رد

 

اجعلها لعبة في السيارة و على التلفاز و على طاولة الطعام

هيا  يا عبودي كون كلمة من حرفين

بر

من 3 حروف

برد

من 4 حروف

أبرد

الفك و التركيب

   ·   بعد تركيب الكلمة وقراءتها تعود المعلمة لعملية تجريد الحروف( فك الكلمة )   و هكذا…

يتم تعديل  الكلمات المختارة أكثر من مرة  حتى  تتوافق مع القصة   ويرى الباحث ( د. عادل سراج)   انه في استطاعة الطفل و المعلمة أو الأم  الاستعانة بالكلمات السهلة  المناسبة و ترك حرية الابداع للمعلمة و التلميذ  في الفصل .

يكون التجريد من خلال الأسماء ما أمكن .

 

 

معايير اختيار المفردات للأطفال

 

 Þ أن تكون الكلمة سهلة الحروف ثلاثية ما أمكن ولا تزيد عن رباعية وكذلك في التركيب ومن خبرة الطفل ويعرف معناها تماما

 Þ تجنب الحروف الصعبة مثل التاء المربوطة و العين في وسط الكلمة

لماذا اللغة العربية ولماذا ليس المدرسة الأجنبية

غايتنا من بدء تدريب الطفل على ادراك صور وأشكال الحروف و اكتساب المقدرة  على فك و تركيب الكلمة هي  تمهيده للمرحلة الابتدائية حتى لا يتعثر في اكتساب مهارات القراءة ومن ثم الوقاية من داء تعثر القراءة عند الأطفال و ذلك ليس بالضغط عليه للتعليم والتعلم و القراءة و لكن باستغلال ملكاته و قدراته و تشجيعه في تنميتها

و لماذا هذه الطريقة

لما كانت اللغة العربية هي الوحيدة بين اللغات التي تلفظ كما تكتب فحرف الصاد لا يلفظ الا كما هو… بخلاف الهجائية الانجليزية مثلا فحرف ال C      يحتمل اللفظ بعدة طرق ولذا لا يستطيع الفرد العادي قراءة كلمة انجليزية ان لم  يتعلم كيف تلفظ ( مثل Son -Sun –  )… فلا يستطيع من تعلم الحروف الأبجدية الانجليزية فقط استغلالها في تركيب كلمة و لفظها وهذه خاصية تتفرد بها اللغة العربية عن سائر اللغات و الطريقة المبسطة التي سعت الى تطبيقها اللجنة فيها الكثير من الأمل لإكساب  طفل الرياض مهارة تركيب الكلمة و لفظها.

مشروع قصص القرآن  :

وسيتوالى على الموقع  أكثر من عشر قصص من قصص القرآن الكريم بها الحروف و الكلمات كما أسلفنا

هذا كنز تربوي وتعليمي …القرآن يستخدمة لتربية الروح و العقل و الجسم و التربية بالقدوة و الموعظة من القصة ……وهو كنز لكافة الأعمار منذ بدء الطفل في عمر الرياض أو قبل ذلك حينما يميل ميلا فطريا للاستماع للقصة وحتى آخر العمر ينهل من قصص القرآن و يدركها بما يسمح له عقله

وهناك العديد من طرق سرد القصص وسنقوم بعرضها هنا بغرض التعليم و التهذيب و التنشئة

والله من وراء القصد.

Published by Dr.Adel Serag

Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *