منذ ما يقرب 50 سنة و على وجه التحديد في عام 1943 .. كان هناك طبيب أطفال أمريكي نابه اسمه ليو كانر   يعمل في مستشفى جونز هوبكينز كتب مقال يصف 11 حالة لأطفال مرضى يعيشون مع أنفسهم في عالم خاص بهم على حد تعبيره – لا يتعاملوا حتى مع أهلهم

 

Kanner

يشعرون بالفزع لأقل شئ و يصرخوا و لا يتواصلوا مع أحد بأي صورة ولا شكل

الأمهات لايشعرن أن لديهم أبناء ويبكون على حال أطفالهم

كانر قال ان هذه الحالات نادرة جدا و أن كل مجموع الحالات التي رآها في حياته الطبية 11 حالة فقط

 

لكن في عام 1950 غير ما قاله و زعم انها ليست نادرة كما كان يظن و ان بلغ عدد الحالات التي رآها أكثر من 150 طفل و انه لم يكن يعطي أهمية للحالات بشكل مناسب

يا ترى لماذا زعم في البداية انها حالات نادرة و بعدها زاد التشخيص ..!!؟؟ ذلك لأن المعايير التي وضعها هو للتشخيصكانت منتقاه جدا  و دقيقي للغاية .يعني مثلا كان لا يقبل التشخيص بالتوحد لأي طفل عنده صرع سواء كان تشنجي أو غير تشنجي لأنه قد تكون سبب حالته النوبات الصرعية

كانر كان فخور بانه رفض 9 حالات  من أصل عشر حالات تم تويلها اليه من أطباء زملاء و أطباء نفسيين على أساس انه لازم تشمل المعايير التي حددها هو

كان مصمم انه يصل بأن التوحد نوع من أنواع فصام الأطفال  ناجمة عن قساوة الآباء أو جمودهم و برودهم العاطفي  على حد تعبيره FRozen Parents و عشان كده أولادهم يكونوا بارديين و جامديين عاطفيا

و قال الأطفال في حالة تجمد غير قابل للذوبان

أيضا هو لاحظ ان بعض هؤلاء الأطفال لهم قدرات خاصة في الحساب – الموسيقى  قوة الذاكرة  حتى انه وصف طفل عنده بالعيادة في عمر سنتين فقط استطاع التمييز بين أكثر من 30 سيمفونية  ولما كانت أمه تشغل السيمفونية ينطق بشكل صحيح اسم السيمفونية  و يقول بيتهوفن أو باخ أو غيره و يقوم بعمل ترانيم تتماشى مع السيمفونية بشكل متقن جدا

من معايير كانر ان الأطفال لا يستطيعوا تمييز الخطر  و يجروا بلا هدف بشكل أهوج و مندفع ويصرخون بلا مشاعر و بالطبع كان وصفه لهؤلاء الأطفال و الآباء وصمة عال لكل من في بيته توحد و مصدر خجل كبير لهم و بالتالي بدءوا يدخلوا المصحات و ينفصلوا عن أهلهم

استمرت هذه المعلومات و دخلت مناهج كلية الطب و الطب النفسي حتى سنة 1970 وكل الأطباء اللي كتبوا عن التوحد كانوا متأثرين بكلام كانر و علمه ورؤيته و زادوا في الوصف شويه لكن كانت معايير كانر صعبة للغاية و لا تزال تجزم بأن الحالات شديدة الندرة

في لندن كان في لورا ونج ..كانت معالجة نفسية و كانت هي و زوجها حنونيين جدا  و كانت مؤمنة بنظرية كانر في التوحد

و كان عنها طفلة اسمها سوزي

لورا كانت عارفة صعوبة تربية طفلة كثل سوزي  بدون دار رعاية و لا أدوات خاصة و لا مدارس أهلية

وصلت طلباتها للجهات المسؤولة و قررت تدرس مدى انتشار المرض و عدم اعتباره نادر الحدوث حتى تهتم الجهات الحكومية المسؤولة

قالوا لها اعملي دراسة و لو طلع مرض مش نادر و موجود هنوفر دعم مالي و نبدأ أبحاث  عليه

بحثوا عن كل الحالات الممكنة فأدركوا وقتها ان معايير كانر في التشخيص محدودة جدا و في معايير أكثر مما ذكر و أوضح  يجب أن نأخذها في الاعتبار كان في أطفال لا تتكلم نهائي و أطفال لا تتوقف عن الكلام باسهاب في الفلك في البيولوجي في الحيوانات لكن كلام غير مرتب و منظم و يصح أجزاء منه لو عاد ترتيبه

حاولوا يبحثوا عن أي بحوث .. كانت قليلة جدا لكن و جدوا بحث وحيد باللغة الألمانية و لم يترجم  و نشر سنة 1944 يعني سنة واحدة بعد كانر

 

 

 

 

كاننشره باحث ألماني اسمه هيومان أسبرجر .. لكن مفيش حد خد باله منه خالص و لا يفتكر البحث و لا مترجم ..كان كان عرف البحث لكن لم تترجم له بالكامل

أسبرجر كان بيدير مدرسة في فيينا من سنة 1930 و كان مهتم بالاطفال اللي عندهم صعوبات التعلم  و كان بيستعمل الموسيقى في التعليم و يبدأ بها الحصة و ينظم مسرحيات كل أسبوع

أسبرجر لم يلم الأهل بالبرود و الجمود العاطف

حاول أسبرجر انه لن يتعامل مع الأطفال كمرضى في عيادته بل كان بيلقبهم اساتذتي الخاصصينspecial professoers

اعتبر التوحد نطاق و طيف كبير بين الاعاقة و الموهبة  و قال ان صفات التوحد شائعة بين العامة و الخاصة

وقال ان طرق التواصل مع الأطفال  المتوحديين مختلفة زي عالم شارد الذهن أو مخترع متشتت أو باحث اجتماعي مبهدل في ملابسه

بل أكثر من كده

اعتبر انك عشان تكون ناجح في نوع من الفن أو الرياضيات لازم يكون عندك قدر من طيف التوحد و قال ان كلام كانر عن الآباء كله غلط

و لم يتفق مع معايير كانر ووأوسع المعايير فهما و شمولية

ترجمت لورا بحث اسبرجر و غيرت مفاهيم كانر

وبعدين ظهر علينا فيلم ي و لم يقل انهم هم اللي جابوا المرض لابنهم بل على العكس كان مدرك انه بيتعامل مع مرض محتاج لتجهيزات كثيرة ووسائل راحة مدى الحياة

 

رجل المطر و المبدع داستن هوفمان كيف بدل مشاعر أخوه المادية الى مشاعر عاطفية  و ترك كل الارث لأخيه

 

 

 

 

لماذا ..ليه ابني أنا اللي جاله المرض؟

لا ينظر بالعين

لا يبدأ بحوا و لا يحافظ عليه

لا يبتسم  ولا يضحك بشكل اجتماعي  طبيعي

يصرخ عند الضغط عليه

كلماته محدودة و أغليها مبهم

لم يستطع التعلم و المدرسة

طبيب الأطفال و النفسية و الأعصاب  لم يفيدونا بالشكل المناسب

لماذ

 ..  يمكن التطعيمات .. يمكن تطعيم الحصبة .. كان في حالات في أمريكا أعلنوا عنها و بعدين رجعوا فيها..التطعيمات و المصل و اللقاح برئ من التوحد

أطباء الوراثة بيقولوا طبيعي .. مفيش وراثة و لا بحث واحد يؤكد عنصر الوراثة .. لكن لقينا أكثر من حالة في الاسرة الواحدة .. طيب لو كان عندي  أب له 4 أطفال توحد من 3 زوجات ..هل يكون عنصر التوريث من الأب .. ربما >>أكثر من 300 جين وراثي تم عزلهم يمكن يكونوا مسؤولين عن التوحد ..دراسات بالغة التعقيد و العينة تتكلف أكثر من 5000 دولار وممكن تتعاد اكثر من مرة

ممكن يكون بيولوجي .. نصورهم و هم بيتواصلوا بعينهم و نطور الدراسة .. واحد من العلامات المهمة جدا اللي تبدأ من الشهر الثاني و أحيانا من الأول ..الانتباه .. هز سلسلة المفاتيح لابنك ينتبه ليها و مررها شمال و بعدين يمين يروح لها.. الشئ البسيط ده لا يتكون  عند أطفال التوحد

تعالى معايا لمخلوقات بدائية لو انت قرد و نظرت لقرد أكبر منك أو فصيلة أكبر منك ستخاف  و تهرب ..لانه معناه انه قد يفتك بك

لو انت طير و نظر أحد في عينك تلف رأسك و تنظر بعيد فورا و تفزع و تهرب و تطير و لو في قفص تصرخ

 

Published by Dr.Adel Serag

Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.