·   تبلغ نسبة الإصابة بنوبات الاكتئاب البسيط بعد الولادة- و الذي يتسم بقتامة المزاج و الميل للحزن و فقد تام للبهجة و عدم الفرحة بالمولود إلى  50% من السيدات حديثي الولادة .. أي بمعنى أن كل امرأتين وضعتا منهما واحدة تعاني من هذه الحالة   و قد تظهر هذه الحالة في اليوم الأول و حتى 6 أسابيع بعد الوضع.  و هي حالة مؤقتة تتلاشى تدريجيا  في غضون أيام و قد لا تحتاج لعلاج دوائي فقط مساعدة أسرية و دعم من الزوج..

·   في حين أن  تبلغ نسبة الاكتئاب متوسط الشدة  إلى  10 %  منهن – و الذي  تفقد فيه المريضة التفاؤل   وأي إحساس بالفرحة ويغلب  عليها سهولة الاستثارة و الحزن و الإحساس بالتعب  و الوهن العام و الضعف والعجز و تنتابها هواجس تشعر فيها بالذنب لاشيء تكون عادية في نظر الآخرين و في نظرها هي شخصيا في وقت آخر  و تكون مترددة في اتخاذ القرار و  يضطرب نومها  بصورة جلية فتكثر فترات يقظتها ليلا و يقل نومها العميق و يصبح نوما غير منعشا.

·   أما الاكتئاب الشديد  و هو الاكتئاب الذهاني  فنسبته أقل من ذلك و هي في حدود 1-2  في الألف ولادة و تطغى على المريضة تأرجح في الشعور و المزاج و تنتابها حالات هياج  و يسيطر عليها تفكير غير منطقي  و قد تصل إلى حد إلحاق الأذى بالطفل  أو بنفسها فتفكر في الخلاص من حياتها و يكون  محادثتها في غاية الصعوبة فهي غير واقعية بالمرة.

 

 

الأسباب:

 

أكدت الأبحاث أن اختلاف نسبة هرمونات الأنوثة مثل البروجستيرون و الاستروجن بدرجة كبيرة قبل و بعد الولادة مباشرة لها دخل كبير في الإصابة بمثل هذه الحالات و أشارت أبحاث أخرى إلى خلل نسبة الكورتيزون بعد الولادة  و أسهبت الأبحاث الطبية في وصف  عوامل  أخرى كنسبة الأدرينالين و نشاط الغدة الدرقية – و المؤكد إن عامل الوراثة له دخل كبير و انه كما أسلفت يزيد في من هن يتعرضون للإصابة بمرض الاكتئاب المرح الدوري أو  من هن يوجد في أسرهم من يعاني من هذا المرض

العلاج الدوائي

 

 

·   في الحالات الشديدة لا بديل عن استعمال العلاج الدوائي  و  أو حيانا يلزم العلاج  بجلسات الكهرباء المعدلة  و هي وسيلة آمنة جدا  وغاية الفعالية و لا يوجد في الطب ما يقوم مقامها- فتأخذ المريضة حقنة تنام بعدها ثم أخرى لاسترخاء العضلات و أكسيجين ثم يستعمل الجهاز  وتتم إفاقتها بعد ذلك  و تستغرق الجلسة بالكامل دقيقة واحدة  على الأكثر.

والعلاج ميسور

·   والعلاج الدوائي  يتمثل في جرعات متفاوتة  من العقاقير  مضادة الاكتئاب  ( المبهجات)  و أحيانا قد نستعين لمضادات الذهان  وتزداد جرعة العلاج مع ازياد شدة الحالة و يستمر العلاج الدوائي لعدة أشهر  وغالبا ما لإيقاف الرضاعة  حيث أن الأدوية تفرز عن طريق لبن الأم و يتم بعد ذلك سحب الأدوية تدريجيا

·   وتختلف و جهات النظر الطبية هنا في العلاج فالمدرسة الإنجليزية ترحب بعلاج الأم و الطفل معا في وحدات خاصة بالرغم من عدم تجاوب الأم  و احتمال إلحاق الأذى بطفلها.. أما المدرسة الأمريكية فتميل لفصل الأم عن وليدها و تتركه لرعاية  ممرضة خاصة داخل المستشفى

 

Published by Dr.Adel Serag

Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *