هذا الجزء يمثل أهمية كبيرة لكافة أفراد الأسرة التي تعاني من مريض فصام في أحد أعضائها لأن هناك فرض بأن الحياة مع مريض فصامي في المنزل مشكلة كبرى وهذا غير صحيح فبعد السيطرة على أعراض المريض الحادة يمكن التعايش معه ويمكنه العيش بلا أية مشاكل مع الآخرين خصوصاً إذا ما أحسنوا فهمه ومعايشته .

ما هي المشكلة ؟

حينما يعود المرضى من المستشفى إلى المنزل فهم ليس بهدوئهم الأول في بادئ الأمر فمع اختفاء كافة الأعراض الشديدة من الحدة والعصبية ونوبات الهياج وتقلب المشاعر على الآخرين وعدم خوضهم في كلماتهم الغيبية والأوهام الضلالية ولذا يبدو لنا المريض منعزل ومنسحب من محيط الأسرة وغير متحدث كما كان من قبل ولا يبدي أية نية لعمل أي شيء إلا أنه ما يزال يحمل عنصر تقلب المزاج أحياناً والسلوك العدواني من حين لآخر وقد يفقد وظيفته والقدرة على الاتصال مع الجميع أو على الأقل أصدقائه وتغلب عليه ألـ لا مبالاة وهذه هي المشكلة .

مشكلة من ؟

الأسرة وكافة أفرادها عليهم التعامل مع هذا بإرادة وصبر وأيضاً على المريض التعايش مع التغيرات الحادثة له مع العبء الجديد في عدم قدرته على إيجاد عمل مناسب وأصدقاء جدد مناسبين ولذا فالعيش مع الأسرة مشكلة المريض أيضاً ! وهذه نقطة هامة على المريض وأسرته تذكرها فهم لم يختاروا هذا المرض ولا هذه الأحداث الأسرية العاصفة …. وقبول الأمر يخلق جو توافقي أسري هادئ فكل من الطرفين يعاني من صعوبات وقد يرى كلا منهم المشكلة بشكل مختلف .

المشكلة من منظور الآباء

عاد من المستشفى …. يستيقظ متأخراً يقضي أغلب النهار بالفراش …. لم يعد إلى عمله بعد …. نحركه للطعام …. لدورة المياه ليستحم … ليقابل الزوّار … … … هذه ليست مشكلة المريض إنها مشكلة الآباء !! وقد تسأل الطبيب والمعالج ! ؟

ولكن عملية الاستيقاظ مبكراً مسألة نسبية وأيضاً أنه ليس هناك ما يؤديه ليستيقظ له ولا يوجد على مدار اليوم ما يؤديه من أعمال المنزل وإذا قارنا هذا المريض مع من هم في مثل عمره ( خصوصاً ) الصغار منهم هل تأتي مشكلة الاستيقاظ المبكر والخروج عند ذويهم في أيام العطلات .. فقط قد تكون مشكلة في أيام العمل أو الدراسة … إذن تذكر أنه لا يعاتب المريض على هذا الشيء طالما لا يوجد هناك ما يؤديه وما يدفعه لذلك … ولكن هذه ليست كل المشكلة هناك عواقب وخيمة إذا استمر الوضع على ما هو عليه وأصبح فقد الدافع والطموح والتبلد سمة هذا المريض إلى حد أنه لن يستيقظ مبكراً عند الضرورة سواء كان للعمل أو موعد الطبيب أو العيادة النهارية اليومية .

المشكلة من منظور المريض

قد تختلف تماماً المشكلة ويفسر المريض بقائه بالفراش لفترة طويلة بأنه لا ينام جيداً ويبقى بالفراش محاولاً جاهداً أن ينام دون جدوى وتكون هنا حلقة مفرغة فالأدوية التي تساعده على النوم تؤخر قدرته على القيام بسهولة أو أنه يعاني من آلام بالرأس أو عدم راحة يضطر على النوم تؤخر قدرته على القيام بسهولة أو أنه يعاني من آلام بالرأس يضطر للرقود .

المشكلة مع أسر مختلفة

لو سلمنا بأن الأسر والمرضى يرون المشاكل من زوايا مختلفة وبالتالي فيقصون علينا مشاكل متنوعة فعلى ذلك ندرك إن الأسر نفسها تختلف فما يرى مشكلة في أحد الأسر قد لا يرى مشكلة في أسرة أخرى وذلك لاختلاف ظروف وثقافة والحالة الاجتماعية لكل أسرة … وقد أثبتت البحوث أنه نوع الأسرة يؤثر في نتيجة العلاج وكذلك معدل الانتكاس والأسرة التي فيها المريض ابن غير الأسرة التي فيها المرض أب أو زوج وواضح إن الأسرة التي فيها المريض ابن تتحمل وتتكيف أكثر من أسرة المريض الأب وقد يكون ذلك بالنسبة لتوقعات الأسرة وطموحاتها والأمهات اللاتي عشن حياتهنّ يراعين ابنهنّ أو ابنتهنّ معاملة الأطفال لن يجدوا صعوبة كبيرة في استمرار هذه المعاملة وفي الوضع الثاني تتأثر الحالة المالية للأسرة بتأثر ومرض صاحبها وعائلتها .

وبعض الأسر التي تستطيع التعامل مع السلوك الغريب للمريض كأن يحدث نفسه أو يبتسم أو يضحك من تلقاء نفسه قد تجد صعوبة في التعامل مع سلوك آخر كإهمال نظافة نفسه أو الانعزال عن آخرين ولذا فهم يعملون مما يرونه هاماً وبالطبع تختلف الأهمية لتقبل السلوك المرضي من أسرة إلى أسرة .

وإذا كانت ظروفك مختلفة أو هناك ما يقلقك فعليك أن تتحدث فيها مع الطبيب وكذلك للمريض وعلى الطرفين أن يتحدثا في هذا الشأن بحرية يمكن بمساعدة الطبيب والعلم بالمرض معناه أنك ستجد عذراً للمريض .

ويفهم مما سبق أن تتحدد كافة المشاكل الناجمة عن المرض كتابته ويسعى كافة الأطراف إلى حلها .

أعباء موضوعية

على عاتق الأسرة وتتمثل في الوقت الذي يقضي مع المريض والطاقة المستنفذة لرعايته أو رعاية شخص لا يقوى على رعاية نفسه وحمايتها والاحتياطات من مال ومجال عمل وفرصة إعادته إلى عمله أو عمل آخر مناسب أو حتى فرصة استغنائه عن العمل لبقائه بالمنزل

الأعباء النفسية

وتتمثل في الشعور بالعبء النفسي وعدم القدرة على التكيف على هذه الضغوط النفسية والأدوية العلاجية وأعراضها الجانبية وطبعاً تختلف القدرة على التحمل من أسرة لأخرى حسب توقعاتهم وأحلامهم وتبسطهم وقناعتهم في تفهم الأمر بالرغم من صعوبة تقبل الأمر أسرياً خصوصاً في بداية المرض فإذا قنع أحد أطراف الأسرة بالوضع الراهن ( الأب غالباً ) فنادراً ما تقنع الأم أو الأخوة وينعتون أخاهم بالكسل والإهمال والغباء وأيضاً يرى أحد أفراد الأسرة إن المسألة بكاملها مرض عقلي ولكنه يستحي من ذكر هذا الشيء ويعتبره الوصمة على سمعة وكيان الأسرة ويخفي هذه الحقيقة على الآخرين … وفي مثل هذه الحالات ستقع الأعباء متفاوتة في القيمة والأهمية على أفراد الأسرة وبالتالي يتباين أيضاً أسلوب الرعاية من فرد لآخر حسب تقبله للأمر وحتى في الحالات التي تلقي قبول واتفاق معقول بين جميع الأطراف تختلف درجة الرعاية من فرد لآخر حسب إمكانيات عطاؤه فالأم زادت عليها أعباء المنزل بعبء تحملها إعطاء مريضها العلاج الدوائي وهي بعد خروج كافة أفراد الأسرة من المنزل عليها أن تحثه للاستحمام وليجد شيء يعمله يومياً لأنها هي التي معه طوال اليوم ومن هنا أعرف العديد من الأسر يجزم الأب بأن ابنته أو ولده المريض متحسن تماماً وأنه لا يحتاج إلى علاج وبشيء من التحري في الموضوع تجد إن الأب قلما يرى مريضه حيث يكون قد نام قبل عودته إلى المنزل والأم عليها معاناة طوال اليوم قد تستعين هي نفسها بحبوب مهدئة حتى تتخطى الضيق الذي ينشأ عن تعاملها معه وتأكل القليل وتنام أقل وتبدو عليها ملامح الهرم مبكراً ولا يوجد ما يمتعها أو يبهجها ولا تغادر المنزل إلا للتسوق . وهؤلاء هم الناس الذين يعانون معاناة تامة من مرض ومرضى الفصام .

الضغط النفسي يولد

الضغط النفسي أو الإجهاد العصبي قد يسبب أو يؤدي إلى نكسة المرض فما هو المقصود بهذا

الانفجار

التعبير في الظروف العادية قد ينتاب أي منا القلق أو التوتر نتيجة ظروف غير مواتية في أي جانب من جوانب الحياة فما بالك بمريض الفصام ذو القدرة المحدودة على التكيف والتأقلم ستتولد عنده قلق حادة وتعاوده هواجسه وأوهامه ومخاوفه .

والسؤال هو أي نوع من الضغوط النفسية لدى المريض تسبب النكسة … هذه تعود إلى قياس المريض نفسه ورد فعله لأحداث الحياة وأيضاً الأحداث والمؤثرات الخارجية فمن المرضى من يستجيب لهذا بمزيد من الانعزال والانسحاب من المحيطين وقد يكون هذا المؤثر انفصال عن أحد المحيطين المقربين أو مطالبة بالعمل أو إرهاق في العمل وبالتالي فالتوازن بين شدة المؤثرات وغياب المؤثرات هو الوضع الصحي الصحيح إما بخصوص أحداث الحياة العامة وكيفية استجابته لها فسوف نتعرض لها بشيء من التفصيل فيما بعد

الفيلم الرائع العقل الجميل .. لاحظ ان الفن يعتمد على التكثيف و يأتي بأعراض عديدة في قالب واحد

<iframe width=”560″ height=”315″ src=”//www.youtube.com/embed/7WbrWJzY3Is” frameborder=”0″ allowfullscreen></iframe>

Published by Dr.Adel Serag

Dr. Adel Serag is a senior consultant psychiatrist , working clinical psychiatry over 30 years.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *